تونس تُبرز ريادتها في الاقتصاد التضامني بقلب إفريقيا: مشاركة فاعلة في قمة الاستثمار والتجارة بأبيدجان

بقلم: يسري تليلي

صحفي بمجلة TUNISIAMAG

شهدت العاصمة الاقتصادية لكوت ديفوار، أبيدجان، من 12 إلى 14 جوان 2025، فعاليات القمة العالمية للاستثمار والتجارة – Global Investment & Trade Summit (GITS)، والتي عكست هذا العام اهتمامًا خاصًا بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني، باعتباره أحد الروافد الحيوية للتنمية المستدامة والتمكين الاقتصادي في القارة الإفريقية.

وقد تميزت الدورة الحالية بمشاركة تونسية نوعية، جسّدتها بعثة رسمية و11 هيكلًا اقتصاديًا تونسيًا من بينها 9 مؤسسات ناشئة يقودها باعثون شبّان مختصون في مجال الحرف اليدوية ذات الجودة العالية، التي تعكس غنى المخزون الثقافي والمهاري لتونس، وتخدم في الآن ذاته مسار التنمية المحلية.

في هذا السياق، مثّل حضور سعادة سفير تونس بأبيدجان، السيد زياد سعداوي، لحظة فارقة في تعزيز الحضور الدبلوماسي والاقتصادي لتونس على الساحة الإفريقية. فقد ألقى كلمة افتتاحية في حفل انطلاق أشغال القمة، أبرز خلالها أهمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني كخيار استراتيجي تنتهجه تونس من أجل بناء اقتصاد أكثر شمولية وعدالة.

وأشار سعادته إلى أنّ هذا التوجّه لم يأت من فراغ، بل بُني على جملة من المبادرات والبرامج الوطنية، أهمها دعم الباعثين الشبّان عبر التكوين والمرافقة التقنية والتمويل، إلى جانب تسهيل النفاذ إلى الأسواق، خصوصًا داخل القارة السمراء.

وأضاف أن التعاون جنوب-جنوب لم يعد مجرّد خيار سياسي، بل ضرورة تنموية قصوى في ظل التحولات الجيو-اقتصادية الراهنة، مبرزًا أن إفريقيا تملك كل المقوّمات لتكون فاعلًا رئيسيًا في النظام الاقتصادي العالمي، شرط أن تعزز دولها التعاون البيني وتستثمر في قدرات شبابها.

زيارة السفير سعداوي لفضاء عرض المنتوجات التونسية كانت بدورها فرصة ثمينة للوقوف على جودة وخصوصية الابتكارات التونسية المعروضة، والتي تراوحت بين الصناعات التقليدية المعاصرة، والمنتجات البيئية والحرفية التي تعبّر عن هوية تونسية متجدّدة. كما تبادل الحديث مع العارضين حول التحديات والآفاق، وأكد دعم البعثة التونسية لكل المبادرات التي من شأنها تعزيز حضور المنتوج التونسي داخل الأسواق الإفريقية.

إنّ مشاركة تونس في قمة GITS 2025 لم تكن شكلية، بل حملت رسائل واضحة عن تونس المبادرة، الفاعلة، والمُصرة على تموقعها كمنصة للابتكار والشراكة جنوب-جنوب. وهي خطوة إضافية تؤكد أنّ الاقتصاد التضامني لم يعد مجرد فكرة بديلة، بل هو أحد أعمدة مستقبل القارة الإفريقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى